يتحكم الدماغ في جميع أجزاء جسم الإنسان، وذلك عن طريق شبكة كبيرة من الأعصاب الطرفية التي تخرج من الحبل الشوكي الذي يسير داخل القناة الشوكية، وتسمى هذه الأعصاب باسم الأعصاب الطرفية، ولكن يخرج من المخ أيضًا 12 زوجًا من الأعصاب والتي تعرف باسم الأعصاب القحفية، ووظيفة هذه الأعصاب تشمل إرسال الإشارات الكهربائية بين المخ والوجه والرقبة وجذع الدماغ، ومن بين هذه الأعصاب يوجد العصب الخامس، والذي يُعد أكبر هذه الأعصاب، وهو المسؤول عن الإحساس في الوجه والتحكم في عضلات المضغ، ولكن أحيانًا يتعرض العصب الخامس للتهيج، ويسبب الشعور بالآلام الشديدة؛ وهذا ما يجعل الكثير من الناس يبحثون عن علاج نهائي للعصب الخامس.
ولذلك في هذا المقال سوف نقدم علاج نهائي للعصب الخامس، بالإضافة إلى ذلك سوف نحاول الحديث عن العصب الخامس والأعراض التي يسببها عندما يُصاب بأي مشكلة، وذلك مع أحد أفضل أطباء المخ والأعصاب والعمود الفقري في مصر الدكتور أحمد زهران - استشاري جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري، ودكتوراه جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري من جامعة عين شمس بمصر وجامعة توبنجن بألمانيا - فتابعوا معنا قراءة هذا المقال للنهاية.
العصب الخامس هو أكبر الأعصاب القحفية وهو المسؤول عن الإحساس في منطقة الوجه، وبجانب الإحساس فإنه كذلك المسؤول عن التحكم العضلي في عضلات المضغ؛ ولذلك أي مشكلة تؤثر على هذا العصب قد تؤثر على عضلات المضغ، وهذا العصب ينقسم إلى ثلاثة فروع وهم:
العصب العيني (Ophthalmic): هذا الفرع هو المسؤول عن إرسال الإشارات العصبية بين المخ والجزء العلوي من الوجه، وفروة الرأس، بالإضافة إلى منطقة العين، والجفون العلوية، والجبهة.
عصب الفك العلوي (Maxillary): هو العصب المسؤول عن الإحساس في الجزء الأوسط من الوجه ويشمل الخدين، والأنف، والجفون السفلية، والشفة العلوية، واللثة.
عصب الفك السفلي (Mandibular): هو المسؤول عن الإحساس في الجزء السفلي من الوجه الفك السفلي، واللثة، والشفة السفلية، ولكن هو الفرع الوحيد الذي يمتلك وظيفة حركية، لأنه المسؤول عن عضلات المضغ.
بالنظر إلى كل هذه التفاصيل السابقة يمكننا معرفة ما هي الأعراض التي ستظهر على المريض في حالة إصابته بأي مشكلة في العصب الخامس؛ ولذلك من المهم للغاية استشارة أفضل أطباء المخ والأعصاب لعلاج مشكلة العصب الخامس، من أجل التعرف على المشكلة وعلاجها بدقة عالية.
عند الحديث عن علاج نهائي للعصب الخامس يجب التعرف في البداية على الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بآلام العصب الخامس، فالعصب الخامس كما ذكرنا هو عصب يخرج من المخ، وقبل معرفة، ما قد يؤدي إلى آلام العصب الخامس دعنا نوضح أن أي عصب يسير بين الأنسجة يؤدي وظيفته على أكمل وجه، ولكن إذا زاد الضغط على هذا العصب بأي شكل من الأشكال فإن ذلك سيؤدي إلى اعتلال العصب؛ مما يؤدي إلى الشعور بآلام شديدة تنبع من هذا العصب.
بالمثل فإن آلام العصب الخامس تنتج عن الضغط على العصب الخامس، وهذا يعد أشهر الأسباب التي تؤدي إلى آلام العصب الخامس، إذ يوجد بجوار العصب الخامس داخل الدماغ أوعية دموية سواء وريد أو شريان، وهذه الأوعية قد تضغط على العصب الخامس وتؤدي إلى الشعور بآلام العصب الخامس.
بالإضافة إلى السبب السابق فإنه يوجد بعض المشكلات الأخرى التي قد تؤدي إلى الإصابة بالتهاب العصب الخامس، مثل أي مشكلة قد تؤثر على طبقة الميالين التي تغطي الأعصاب مثل مشكلة التصلب المتعدد، فإنه كذلك يؤثر على العصب الخامس، ويؤدي إلى الإصابة بآلام العصب الخامس، بجانب أن إصابة الشخص بأي ورم في الدماغ بالقرب من العصب الخامس، فإن الورم سوف يضغط على العصب الخامس ويؤدي إلى اعتلاله.
بالإضافة إلى كل ما سبق فإن التعرض لإصابات مباشرة في الوجه أو الإصابة بالسكتات الدماغية أو العمليات الجراحية في الدماغ كل ذلك قد يؤدي إلى آلام العصب الخامس، وتجدر الإشارة إلى أن الضغط على العصب الخامس يؤدي إلى اعتلال والتهاب العصب الخامس ثم يشعر الشخص بالآلام؛ ولذلك فإن مشكلة العصب الخامس تعرف بالإنجليزية باسم Trigeminal Neuralgia.
بجانب كل الأسباب السابقة، فإنه يوجد بعض المحفزات التي تحفز الشعور بآلام العصب الخامس، وهذه المحفزات تشمل:
الحلاقة.
لمس الوجه.
تناول الطعام أو السوائل.
التحدث وغسيل الأسنان.
وضع مستحضرات التجميل.
اصطدام الهواء بالوجه.
التبسم.
غسيل الوجه.
بالنظر إلى المحفزات نجد أنها جميعها محفزات بسيطة وكلها أمور أو نشاطات نمارسها يوميًا في حياتنا، ولكنها تؤثر على مريض العصب الخامس بشدة؛ ولذلك فإن مسألة البحث عن علاج نهائي للعصب الخامس ليست رفاهية، وإنما هو أمر ضروري ليستطيع الشخص أن يعيش حياته بصورة طبيعية، فتخيل أنك كلما ابتسمت أو لمست وجهك تشعر بألم شديد مثل سريان الكهرباء داخل جسمك، فهذا يؤثر بشدة على جودة حياة المريض، وبالحديث عن علاج نهائي للعصب الخامس فإنه بالفعل يوجد العديد من الطرق المتاحة لعلاج هذه المشكلة، وهذا ما سوف نذكره في الفقرات القادمة فتابعوا معنا قراءة المقال.
تعرف على
قبل الحديث عن علاج نهائي للعصب الخامس دعنا في البداية نعرف كيف تؤثر مشكلة العصب الخامس على الشخص، فنجد أن آلام العصب الخامس هي آلام حادة مفاجئة تحدث بسبب الضغط أو تلف العصب الخامس، وتؤدي إلى الشعور بألم في الوجه الذي يكون عادة على جانب واحد من الوجه، وقد تكون هذه الآلام مثل الصعقة الكهربائية، ويوجد نوعين من آلام العصب الخامس أو التهاب العصب الخامس وهما:
في هذا النوع يشعر الشخص بنوبات من الألم الحاد والقوي والمكثف، وسيشعر الشخص بألم أو حرقان في الوجه وستستمر النوبة من بضعة ثوان إلى دقيقتين، ولكن بين نوبات الألم يوجد فترة راحة قد تصل إلى ساعتين.
هذا النوع سيكون أقل ألمًا لكنه منتشرًا أكثر، إذ سيشعر الشخص بألم مستمر، وسيكون الألم مشابه لألم الطعن أو ألم الحرقان، وفي هذا النوع سيكون من الصعب التحكم في الأعراض.
الألم قد يكون في أي منطقة في الوجه لأن العصب الخامس يتحكم في الإحساس في الوجه بأكمله، وقد يكون غالبًا على ناحية واحدة، ولكن في أحيان نادرة قد يكون على الناحيتين، وقد يكون الألم مركزًا في نقطة واحدة وقد يكون منتشرًا في الوجه بأكمله، ونوبات الألم تزداد في التكرار والقوة بمرور الوقت، بمعنى أنه إذا كان الألم الآن يمكن للشخص أن يتحمله، فمع مرور الوقت لن يستطيع الشخص تحمله بدون علاج نهائي للعصب الخامس.
بعد أن يتأكد الطبيب من تشخيص التهاب أو اعتلال العصب الخامس، وذلك عن طريق أخذ تاريخ مرضي كامل، والتعرف على الأعراض والنوبات التي يتعرض لها المريض، وبعد ذلك يتم إجراء فحوصات جسدية، وطلب إجراء بعض الفحوصات الأخرى مثل فحص الأعصاب، والتصوير بالرنين المغناطيسي، وكل هذه الطرق مهمة، وذلك لأنها تمكن الطبيب أولًا من تشخيص الحالة، وثانيًا من التعرف على السبب في هذه المشكلة، لأننا وكما ذكرنا علاج السبب مهم كعلاج المشكلة نفسها.
بعد تأكيد التشخيص يبدأ الطبيب في اختيار علاج نهائي للعصب الخامس، وبالحديث عن علاج نهائي للعصب الخامس سنجد أنه يوجد العديد من الطرق المتاحة أمام الطبيب والتي من بينها ما يلي:
الهدف من العلاج الدوائي هو السيطرة على الأعراض ونوبات الألم من خلال تقليل أو تعطيل إشارات الألم إلى المخ، وعلاج نهائي للعصب الخامس عن طريق الأدوية يشمل:
الأدوية المضادة للتشنجات: تستخدم هذه الأدوية في علاج آلام الأعصاب، وتوجد العديد من الأنواع، ويختار الطبيب الدواء المناسب، والجرعة المناسبة لعلاج مشكلة المريض.
باسط العضلات: قد يصف الطبيب باسط العضلات لوحده أو مع الأدوية المضادة للتشنجات.
حقن البوتوكس: قد يلجأ الطبيب إلى هذه الأدوية في حالة عدم السيطرة على المشكلة بواسطة الأدوية.
اكتسب علاج العصب الخامس بالتردد الحراري شهرة واسعة، وذلك لأنه يعد من أحدث الوسائل المستخدمة في علاج نهائي للعصب الخامس، ونتائجه رائعة، وهذه الطريقة تُجرى عن طريق:
يضعك الطبيب تحد تأثير التخدير، ويدخل إبرة صغيرة ومتخصصة إلى أن يصل إلى جذور العصب الخامس.
يوقظك الطبيب ويدخل إلكترود (قطب كهربائي) من خلال الإبرة، ويرسل إشارة كهربائية ضعيفة لتحديد مكان الألم، ويطلب منك إخباره عندما تشعر بوخز.
بعد تحديد مكان الألم، يضعك الطبيب تحت تأثير التخدير ثانية، ثم يسخن الإلكترود لدرجة أنها تتلف ألياف العصب؛ وذلك لمنع الشعور بالألم.
وعلاج العصب الخامس بالتردد الحراري من الطرق الفعالة لعلاج آلام العصب الخامس، ويستمر مفعول التردد الحراري لفترة تتراوح بين 3-4 سنوات.
توجد العديد من الطرق الجراحية التي يمكن اللجوء لعلاج نهائي للعصب الخامس، ومن هذه الطرق ما يلي:
جراحة تخفيف ضغط الأوعية الدموية (Microvascular decompression): في هذه العملية يعمل الطبيب على إزاحة أو إزالة الأوعية الدموية التي تضغط على العصب الخامس.
جراحة الدماغ الراديوية المعروفة باسم جراحة سكين جاما (Brain stereotactic radiosurgery, also known as Gamma Knife): وفي هذه العملية يسلط الطبيب جرعة من الأشعة على جذر العصب الخامس، ويعمل الإشعاع على إتلاف العصب الخامس؛ لتقليل أو إيقاف الألم نهائيًا، ويقل الألم تدريجيًا وقد يستغرق شهرًا.
حقن الجليسرول (Glycerol injection): يدخل الطبيب حقنة صغيرة إلى أن يصل إلى جذر العصب الخامس، ثم يحقن كمية من الجليسرول المعقم، ويعمل الجليسرول على إتلاف العصب ومنع إشارات الألم.
ضغط البالون (Balloon compression): من خلال إبرة صغيرة ومتخصصة وقسطرة مرنة يقوم الطبيب بنفخ بالون صغير، مهمته أن يقوم بضغط معين على جذر العصب، وهذا يؤدي إلى إتلاف العصب ومنع إشارات الألم.
كل هذه الطرق السابقة هي طرق علاج نهائي للعصب الخامس، ووظيفة الطبيب هو اختيار الطريقة المناسبة التي سوف تعطي أفضل النتائج بالنسبة للمريض، وأداء العملية في حالة الحاجة إليها بدقة عالية.
في النهاية، البحث عن علاج نهائي للعصب الخامس أمرًا مهمًا بسبب المشكلات التي يسببها والتي تؤثر على جودة حياة المريض اليومية، ولكن لا بد من اختيار أفضل الأطباء لعلاج هذه المشكلة؛ وذلك للحصول على أفضل خدمة طبية واختيار أفضل طريقة للعلاج؛ ولذلك لا تترددوا في التواصل مع عيادة الدكتور أحمد زهران - استشاري جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري، ودكتوراه جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري من جامعة عين شمس بمصر وجامعة توبنجن بألمانيا - لتتعرفوا على كافة التفاصيل التي ترغبون في معرفتها.
اقرأ ايضا