الدوخة المستمرة والشعور بثقل في الرأس من الأعراض الشائعة التي قد تصيب العديد من الأشخاص وتؤثر على جودة حياتهم اليومية، وقد تتراوح أسباب الدوخة المستمرة وثقل الرأس من أمور بسيطة، مثل الإجهاد والتوتر، إلى حالات صحية أكثر تعقيدًا تحتاج إلى تدخل طبي متخصص، ويتطلب فهم هذه الأعراض تحديد السبب الرئيسي لها للتمكن من اختيار العلاج المناسب، وفي هذا المقال، نستعرض أبرز أسباب الدوخة المستمرة وثقل الرأس المحتملة ونقدم نصائح حول كيفية التعامل معها، وذلك مع الدكتور أحمد زهران ـ استشاري جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري، ودكتوراه جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري من جامعة عين شمس بمصر وجامعة توبنجن بألمانيا - فتابعوا معنا قراءة هذا المقال للنهاية لتتعرفوا على كافة التفاصيل
لكي يشعر الإنسان بالاستقرار والثبات، يجب أن يحس أن جسده والبيئة من حوله في حالة من التوازن والسكون، ولكن في حال حدوث أي اضطراب في هذه العوامل، يظهر ما يُعرف بالدوخة، ويُستخدم هذا المصطلح لوصف مجموعة من الأحاسيس المتنوعة مثل الدوار، والإغماء، والشعور بالضعف أو بفقدان التوازن، وتصنع الدوخة انطباعًا خادعًا بأن الجسم أو المحيط يتحرك؛ مما قد يؤثر سلبًا على جودة الحياة اليومية، فهي أحد الأسباب الرئيسية التي تدفع البالغين لزيارة الأطباء، وبينما يبحث الكثيرون عن أسباب الدوخة المستمرة وثقل الرأس، من الجدير بالذكر أن الدوخة غالبًا لا تكون دلالة على مشكلات تهدد الحياة، وهذا ما سنسلط الضوء عليه في السطور القادمة.
أسباب الدوخة المستمرة وثقل الرأس متعددة، وهذه الأسباب تتعلق غالبًا بالأعضاء المسؤولة عن اتزان الجسم التي تشمل الأذن الداخلية والعين والأعصاب الحسية، وأي مشكلة في هذه الأعضاء فإن الشخص قد يشعر بثقل في الرأس والدوخة بعد ذلك، لذلك نجد أن أسباب الدوخة المستمرة وثقل الرأس تشمل:
توجد العديد من المشكلات التي تُصيب الأذن الداخلية والتي تُعد ضمن أسباب الدوخة المستمرة وثقل الرأس وهذه المشكلات تشمل:
دوار الوضعة الانتيابي الحميد (BPPV): تُعد هذه المشكلة هي أشهر أسباب الشعور بثقل في الرأس والدوخة، وهي حالة تُسبب إحساسًا قويًا لكنه قصير بأنك تدور أو تتحرك، وتنتج عادةً عن تغيرات مفاجئة وسريعة في وضعية الرأس، مثل التقلب من جانب إلى آخر أو بعد تلقي ضربة خفيفة على الرأس.
مرض مينيير (Meniere's disease): ينتج هذا المرض عن تراكم السوائل المفرط في الأذن الداخلية، ويتميز المرض بنوبات من الدوار تستمر لساعات، وبالإضافة إلى الدوار، قد يشعر المريض بمشكلات في السمع مثل نوبات من فقدان السمع والطنين في الأذن، بالإضافة إلى الشعور بانسداد الأذن.
الصداع النصفي: قد يعاني الأشخاص الذين يعانون من الصداع النصفي من نوبات من الدوخة أو الدوار حتى عندما لا يعانون من صداع شديد، وقد تستمر النوبات من دقائق معدودة لعدة ساعات وقد يُصاب المريض ببعض الأعراض المُصاحبة لذلك مثل الحساسية من الضوء أو الضوضاء.
توجد بعض المشكلات التي يمكن أن تُصيب الدورة الدموية وتؤدي إلى الشعور بالدوخة مثل:
انخفاض ضغط الدم: انخفاض ضغط الدم الكبير قد يؤدي إلى الشعور بالدوخة لفترة وجيزة أو حتى الشعور بالإغماء، وتوجد العديد من الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى انخفاض ضغط الدم، كما أن الوقوف السريع بعد الجلوس لفترة طويلة أو الوقوف فجأة قد يسبب انخفاض ضغط الدم لبعض الحالات.
ضعف الدورة الدموية: بجانب انخفاض ضغط الدم فإن ضعف الدورة الدموية الناتج عن اعتلال عضلة القلب أو الإصابة بالنوبة القلبية أو عدم انتظام ضربات القلب أو جلطات الدماغ، قد يؤدي إلى الشعور بالدوخة؛ لأنها قد تتسبب في نقص الدم الواصل إلى الدماغ والأذن الداخلية.
بجانب كل الأسباب السابقة التي تتسبب في الشعور بالدوخة وثقل في الرأس، توجد بعض الأسباب الأخرى التي تشمل:
الحالات العصبية: يمكن أن تؤدي الإصابة ببعض الحالات العصبية مثل مرض باركنسون أو التصلب المتعدد إلى فقدان التوازن التدريجي.
تناول بعض الأدوية: يمكن أن تكون الآثار الجانبية لبعض الأدوية هي السبب في الشعور بثقل في الرأس ودوخة مثل الأدوية المضادة للتشنجات والأدوية المضادة للاكتئاب والمهدئات، كما أن الأدوية التي تسبب انخفاض ضغط الدم قد تتسبب في الدوخة في حالة أنها تسبب في انخفاض ضغط الدم بشدة.
القلق: الإصابة ببعض اضطرابات القلق قد تؤدي إلى الإصابة بالدوخة، بالإضافة إلى الإصابة بنوبات الهلع والخوف.
الإصابة بالأنيميا: من ضمن أعراض الإصابة بالأنيميا هي الشعور بالدوخة، وذلك بسبب نقص وصول الأكسجين إلى المخ والأذن الداخلية.
انخفاض مستوى سكر الدم: انخفاض مستوى السكر في الدم خاصةً في الأشخاص الذين يتناولون الأنسولين يتسبب في الشعور بالدوخة.
التسمم بأول أكسيد الكربون: من ضمن الأعراض التي تظهر على المريض نتيجة التسمم بأول أكسيد الكربون هي الشعور بالدوخة والارتباك.
الجفاف: من ضمن الأعراض التي تظهر بسبب الإصابة بالجفاف هي الشعور بالدوخة، خاصةً في حالة ارتفاع درجة الحرارة.
نعم، بعض الأمراض المزمنة تكون هي أسباب الدوخة المستمرة وثقل الرأس، وهذه الأمراض مثل مرض مينيير والإصابة ببعض أمراض القلب مثل اعتلال عضلة القلب وعدم انتظام دقات القلب، بالإضافة إلى الإصابة بمرض السكري وغيرها من المشكلات المزمنة قد تتسبب في الشعور بالإصابة بالدوار والدوخة.
تؤثر هذه الأمراض المزمنة في الغالب على إيصال الدم والأكسجين والمغذيات إلى المخ والأذن الداخلية، وتتسبب في الشعور بالدوار والدوخة، ويجب محاولة السيطرة على أعراض هذه المشكلات من أجل تخفيف أعراض الدوخة والدوار التي يشعر بها المريض.
تؤثر الضغوط النفسية بشكل مباشر على الصحة العامة للإنسان، إذ يُعد القلق من أبرز هذه الضغوط التي تؤثر بشكل كبير على الأعصاب، فقد يؤدي القلق الشديد إلى نوبات من الهلع والخوف؛ مما ينتج عنه أعراض جسدية متعددة تشمل الشعور بالدوخة وثقل الرأس، ولذلك، يُنصح بتجنب الضغوط النفسية قدر الإمكان للتخفيف من الأعراض المصاحبة وتعزيز الشعور بالراحة والاستقرار.
اعرف عن
علاج الغدة النخامية
يعتمد تشخيص هذه المشكلة الصحية بشكل أساسي على تحديد أسباب الدوخة المستمرة وثقل الرأس، لذلك إذا شك الطبيب في إصابتك بالسكتة الدماغية أو تعرضت لإصابة مباشرة في الرأس، فإن الطبيب سوف يطلب إجراء فحص بالرنين المغناطيسي أو تصوير بالأشعة المقطعية من أجل تشخيص الشعور بثقل في الرأس.
بجانب ذلك سوف يسأل الطبيب عن التاريخ المرضي والعائلي للمريض، بالإضافة إلى التعرف على الأدوية التي يتناولها المريض، بالإضافة إلى إجراء فحص بدني للمريض، وإجراء بعض الاختبارات من أجل التأكد من اتزان المريض، وبجانب كل ذلك قد يُجري الطبيب بعض الاختبارات التي تشمل:
اختبار حركة العين.
اختبار حركة الرأس.
اختبار وضعية الجسم.
اختبار الكرسي الدوار.
بالإضافة إلى كل الاختبارات السابقة، فقد يطلب الطبيب إجراء اختبار الدم من أجل التأكد من عدم وجود عدوى، بالإضافة إلى إجراء اختبارات أخرى للتأكد من صحة القلب والأوعية الدموية.
في الغالب تتحسن حالة المريض ويتعافى ويتأقلم الجسم مع أسباب الدوخة المستمرة وثقل الرأس في غضون أسابيع، ولكن بعض الحالات قد تحتاج إلى علاج، وسيعتمد علاج أسباب الدوخة المستمرة وثقل الرأس على حالة المريض والأعراض التي تظهر عليه، وتشمل طرق العلاج:
يمكن اللجوء إلى بعض الأدوية من أجل علاج هذه المشكلة مثل:
حبوب الماء من أجل علاج مرض مينيير.
الأدوية التي تخفف الغثيان والدوخة.
الأدوية المضادة للقلق.
الأدوية التي تساعد في منع الإصابة بنوبات الصداع النصفي.
كما يمكن اللجوء إلى:
استخدام مناورة وضع الرأس التي تُعرف باسم مناورة إيبلي.
علاج التوازن عن طريق بعض التمارين التي تجعل نظام التوازن في الجسم أقل حساسية للحركة.
العلاج النفسي لحل مشكلة القلق.
يمكن اللجوء إلى بعض التدخلات الجراحية من أجل علاج أسباب الدوخة المستمرة وثقل الرأس، وهذه التدخلات تشمل:
حقن المضاد الحيوي في الأذن الداخلية لتعطيل نظام التوازن، وترك مسؤولية التوازن للأذن السليمة الأخرى.
إزالة العضو المسؤول عن التوازن في الأذن الداخلية وتُعرف العملية باسم استئصال المتاهة (labyrinthectomy).
عامةً يجب استشارة الطبيب في حالة الإصابة بدوخة مستمر أو نوبات الدوار المتكررة، أو الإصابة بدوار مفاجئ وطويل وغير مبرر، ويجب استشارة الطبيب في الحال في حالة الشعور:
صداع مفاجئ وشديد.
صعوبة في التنفس.
الشعور بخدر أو شلل في الذراعين أو الساقين.
الإغماء.
الرؤية المزدوجة.
سرعة دقات القلب أو عدم انتظامها.
تداخل الكلام والشعور بالارتباك.
صعوبة المشي.
القيء المستمر.
نوبات التشنجات.
تغير مفاجئ في السمع.
الشعور بخدر أو ضعف في الوجه.
في النهاية، أسباب الدوخة المستمرة وثقل الرأس متنوعة ومتعددة، ولكن على الجانب الأخرى توجد العديد من الطرق التي يمكنها المساعدة في علاج الشعور بثقل في الرأس، ولكن من المهم استشارة أفضل الأطباء لتقييم الحالة بدقة وتحديد سبب الإصابة ثم العمل على علاج المشكلة، لذلك لا تترددوا في التواصل مع عيادة الدكتور أحمد زهران ـ استشاري جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري، ودكتوراه جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري من جامعة عين شمس بمصر وجامعة توبنجن بألمانيا - لكي يساعدكم في التخلص من هذه المشكلة بأفضل طريقة.
اقرأ عن